شهدت أسعار النفط صعوداً حاداً هو الأكبر منذ يوليو الماضي، مدفوعة بمزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، أبرزها تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الترقب الحذر لاجتماع “أوبك+” المقبل. هذه التطورات أعادت الأسواق إلى دائرة عدم اليقين وسط تذبذب العرض والطلب عالمياً.

أداء أسعار النفط وتحركات السوق

أسعار النفط ترتفع

سجلت أسعار النفط أكبر صعود يومي منذ أواخر يوليو مدعومة بعمليات شراء قائمة على التحليل الفني ومؤشرات على استمرار شح الإمدادات في السوق العالمية وسط تصاعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.5% ليستقر قرب 66 دولاراً للبرميل.
أغلق خام برنت تسليم نوفمبر عند 69.14 دولاراً مرتفعاً 99 سنتاً أو ما يعادل 1.45%.
أنهى عقد خام غرب تكساس لشهر أكتوبر تعاملات الثلاثاء عند 65.59 دولاراً للبرميل بمكاسب 2.47% بعد عودة التداول من عطلة عيد العمال الأمريكية.

تداعيات الهجمات الأوكرانية والتحركات الدولية

وتزامن الارتفاع مع تقارير عن قصف أوكراني استهدف مصفاتين للنفط في روسيا، ما أدى إلى تعطيل ما لا يقل عن 17% من طاقة التكرير الروسية وهو أدنى مستوى لتشغيل المصافي منذ مايو 2022.

توعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتوجيه “ضربات عميقة جديدة” ضد روسيا، في وقت تعثرت فيه الجهود الغربية لإقناع موسكو بالدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار.
في المقابل كثفت الولايات المتحدة ضغوطها غير المباشرة على مستهلكي الخام الروسي، حيث فرضت رسوماً إضافية على واردات من السلع الهندية احتجاجاً على استمرار نيودلهي بشراء النفط من موسكو، وهو ما وصفته الهند بأنه “غير عادل وغير مبرر”.
زادت حدة التوتر بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف علاقات التجارة بين واشنطن ونيودلهي بأنها “كارثة أحادية الجانب بالكامل”.
لم تتحرك واشنطن بعد ضد الصين، أكبر مستورد للخام وأكبر مشترٍ للنفط الروسي.

العوامل الاقتصادية وترقب اجتماع “أوبك+”

ويأتي الزخم الأخير وسط أداء فاتر للنفط خلال الأشهر الماضية حيث ظل خام غرب تكساس يتداول بين 62 و66 دولاراً منذ أوائل أغسطس بينما تراجعت الأسعار بنحو 10% منذ بداية العام، في ظل مخاوف من فائض معروض محتمل نتيجة خطط “أوبك+” لزيادة الإنتاج وتباطؤ الطلب بفعل الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة.

من المقرر أن يعقد تحالف “أوبك+” اجتماعاً في 7 سبتمبر لمناقشة مستويات الإنتاج لشهر أكتوبر وسط توقعات أغلب المحللين بأن يبقي على الإمدادات عند مستوياتها الحالية دون تغيير.
على صعيد آخر، يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأميركية لشهر أغسطس، المقرر صدورها هذا الأسبوع باعتبارها مؤشراً رئيسياً لاتجاهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي سيجتمع منتصف سبتمبر لتحديد أسعار الفائدة.
من شأن أي خفض للفائدة أن يؤدي إلى إضعاف الدولار ودعم الطلب على السلع المقومة به مثل النفط.

رغم التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية، يبقى اجتماع “أوبك+” المقبل وبيانات الاقتصاد الأميركي عاملين حاسمين في رسم ملامح مسار أسعار النفط. الأسواق الآن على موعد مع قرارات قد تعيد تشكيل التوازن بين العرض والطلب عالمياً.

أسعار النفط ترتفع

مواضيع ذات صلة